أهم الأخبارلقاءات

يونان وليم ميخائيل لصوت الخليج : الاَلات الموسيقية مثل شخصيات البشر

حوار : عبدالعزيز خريبط

ليس من الضروري أن تكون هناك علاقة تناغم بين المهنة والهواية ، ولكن من الضروري أن يكون للإنسان وظيفة ومهنة وكذلك هواية ينمي من خلالها موهبته وعطشه في الاستمتاع بوقته ، وموضوعنا اليوم عن الموسيقى لما لها من علاقة وطيدة بالإنسان والطبيعة ، إذ أن الموسيقى موجودة أصلاً في الطبيعة، وهذا ما قد يقربنا إلى فهم هذه العلاقة بين الكثير من المهن الانسانية والهوايات الترفيهية.

ممكن تعرفنا على بطاقتك الشخصية ؟
– يونان وليم ميخائيل ، مصري مقيم في الكويت ومهنتى طبيب بشرى .

ما هى هواياتك التى تحب أن تحدثنا عنها اليوم وكيف بدأت ؟
– فى البداية ومنذ صغرى شعرت بميل شديد نحو الموسيقى والشعر والنثر وكتابة القصص القصيرة والمسرحيات ، لكن ميولى كانت أكثر نحو الموسيقى فكانت لدى موهبة حفظ نوتات لألحان موسيقية طويلة تصل فى بعض الأحيان لساعات والتى قد يكون مر عليها عشرات السنين لكنها عالقة فى ذاكرتي وأسترجعها بسهولة.
كنت أستمع للألحان الجيدة لكبار الموسيقيين والفنانين مثل محمد القصبجى ورياض السنباطى ومحمد عبده وعمار الشريعى وبليغ حمدى و عباد الجوهرى ، وكمال الطويل؛ الموجى وغيرهم من أساتذة الموسيقى والفن ،أما عن الآلات الموسيقية التى أفضلها فهى البيانو والوتريات كالعود ، الكمانجا ، التشيللو ، القانون ، البيزوق وأيضا الجيتار لكن آلة العود كانت الأقرب إلى قلبى ، فقررت فهم ودراسة كل شئ عن العود والتدريب على تقنياته القديمة والحديثة بمختلف عازفيها ، فوجدت ذخائر لا حصر لها فى تلك الآلة الرائعة .
ثم أحببت تجربة العزف على آلات موسيقية أخرى مثل الكمانجا ،الجيتار والبيانو فإستفدت موسيقيا كثيرا من هذه التجربة
ثم إزداد شغفى بالموسيقى فتدربت على تلحين جمل صغيرة ومحاولة وضع توزيع موسيقى لها يناسب إحساس اللحن ، وهكذا بالاستماع المستمر .
هل وجدت صعوبة فى التوفيق بين مهنتك كطبيب وبين هوايتك المفضلة؟
– فى بادئ الأمر بالتأكيد نعم ، حيث أن مهنة الطبيب تستلزم تفرغ كامل للدراسة والتدريب العملى بالمستشفيات ، الأمر الذى يخلق صعوبة ممارسة أى هواية بجانبها لكنى أؤمن بمبدأ فى حياتى وهو إنك إذا أحببت شيئا أوجدت له وقتا وأفسحت له مجالا للنمو وسط مشغولياتك ، الأمر فى البداية صعب نوعا لأن التدريب على عزف الآلة الموسيقية يستلزم وقتا طويلا أما بعد اتقان العزف فيمكن أن تقضى مع الآلة من 3-5 ساعات أسبوعية وتكون كافية فى الربط والتواصل مع آلتك التى تحبها .
حقيقة الأمر لا يوجد إرتباط مباشر بين مهنة الطب والموسيقى على الرغم من إدخال بعض الطرق الجديدة فى اوروبا التى تستخدم الموسيقى فى العلاج النفسى ، لكن يمكن لأى مهنة أو وظيفة أن ترتبط بالموسيقى كهواية أو حتى إحترافها بعيد عن الموسيقى كمهنة .

ماهي طموحاتك المهنية والفنية؟
– لدي العديد من الطموحات الطبية بالطبع التي تخص مهنتى التى أحبها جدا من ناحية التدريب العملى والدراسة ، أما من جهة طموحاتى الموسيقية فهى كثيرة ،أولا من جهة التدريب على آلة العود أكثر من حيث التقنيات ودراسة مختلف المدارس الموسيقية والتلحين .

من هم الفنانون وعازفو آلة العود الأكثر تأثرا بهم ؟
– من الأقدم إلى الأحدث رياض السنباطى ، عمار الشريعى ، عبادى الجوهرى ، أحمد فتحى والكثير من شباب الفنانين حديثا الموهبين جدا .

لماذا آلة العود تحديدا؟
جميع الآلات الموسيقية جميلة كل منها له طابع خاص واحساس مميز لها لكن العود من اكثر الآلات الوترية عذوبة وصفاءا ورقة فهو كالصديق الطيب الذى تتحدث معه فى حزنك وفرحك ويجاوبك أيضا .

أيهما أكثر جاذبية بالنسبة لك العزف أم التلحين أم التوزيع الموسيقى؟
– من الصعب الإجابة على هذا السؤال لان لكل منهم جاذبية خاصة فالعزف يجعلك تسبح مع آلتك الموسيقية فى أفق بعيدة فتتحدث مع من تحب وتنصت لما يجاوبك به أما التلحين فهو تجربة وضع شكل وقالب موسيقى لكلمات شعرية لابد أن تشعر بها اولا أما التوزيع الموسيقى فهو فى رأيى هو الخطوة الأكثر خطورة قبل تقديم اللحن للمستمع فإذا كان التوزيع جيد وجذاب قدم اللحن بشكل جيد وأكثر جاذبية والعكس صحيح.
حسب قراءتك حدثنا عن تطور آلة العود وكيفية إختيار آلة العود الجيدة للعزف؟
– شهدت مؤخرا آلة العود تطور كبير من حيث الصناعة ونوعية الأخشاب والمقاسات ونوعية الأوتار المستخدمة
أولا من ناحية أنواع الأخشاب المستخدمة فى الصناعة فقد تم استخدام أنواع أخشاب جديدة كذلك المزج بين هذه الأخشاب أدى لظهور تنوعات كثيرة فى أصوات الأعواد فيختار العازف منها ما شاء ؛ لكن يوجد ما هو ملفت للنظر ومثير أيضا للدهشة فى صناعة العود انها مرتبطة بالصانع أكثر من نوعية الخشب فمثلا نفس نوع الخشب وليكن الجوز مثلا عند صانع معين يختلف صوته عوده عن عود الجوز عند صانع آخر لنفس المقاسات والقالب ..
أيضا تطورت الآلة فحديثا تم صنع أعواد من ألياف الكربون المقاوم لعوامل الجو التى كانت سابقا تؤثر على جودة وكفاءة الصوت مثل الرطوبة والحرارة.
أما عن التطورات الابتكارية حاليا فهى فى صنع فرسة العود المتحركة التى تساعد العازف فى رفع وخفض النغمة دون مجهود يذكر ؛ أيضا تم إستخدام مفاتيح الجيتار ذات التروس الحديدية لآلة العود لاضافة مزيد من الدقة فى الدوزان أما عن أوتار العود فقد شهدت تطور كبير وتم تصنيع اوتار من خامات جيدة لكن أفضلها على الإطلاق الأمريكية مثل اللابيللا والداداريو أيضا الألمانية مثل كوشنر وبيراميدذ والتى تؤثر بشكل كبير جدا فى كفاءة صوت العود ولايزال الإبداع والتطور مستمرا
أما عن إختيار العود الجيد فهذا شئ يحتاج لخبرة عازف أكثر من خبرة مستمع فقط ،
يتوقف حسب نوع إحتياجك للعود ، فالعود المستخدم للعزف على المسرح لابد أن يكون رنانا و ذو صوت عال وجهورى ؛ أما العود الطربي العميق الصوت فهذا لأغراض التلحين أكثر والإستمتاع بالعزف
البعض يعتقد أنه كلما زاد سعر العود زادت قيمته وهذا بالطبع خطأ شائع إلا إذا كان بالفعل عود جيد قديم وتم الحفاظ عليه جيدا من عوامل الجو..
الأعواد شخصيات كالبشر فلابد أن تختار عودك بنفسك وترتاح له أكثر من غيرة وألا تهتم بالشكل والزخرفة التى يستخدمها الصناع للتضليل والتغطية على عيوب صناعتهم..

كلمة اخير 

اشكر مجلة صوت الخليج على هذا اللقاء الرائع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى