أهم الأخبارعربي و دولي

السلطات السودانية للمرة الاولى تفتح امام الزوار «الهرم التاسع» في منطقة البجراوية

فتحت السلطات السودانية للمرة الاولى امام الزوار «الهرم التاسع» في منطقة البجراوية، الذي اتخذه احد أشهر ملوك مملكة مروي «الملك تابرك» مدفنا له قبل ثمانية قرون .
وتضع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» منطقة البجراوية الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي حيث تعتبر اكبر تجمع للأهرامات في العالم والتي تعود للحضارة المروية «720 – 300» قبل الميلاد.
يذكر ان اللغة المروية المدونة في مقابر الملوك مازالت تشكل لغزا يحير العلماء الذين لم يتوصلوا بعد الى فك طلاسمها.
وفي هذا السياق قال المدير العام لهيئة الآثار والمتاحف الدكتور عبد الرحمن علي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» ان هيئة الاثار نجحت في فتح الهرم الذي يحمل الرقم 9 الخاص ب «الملك تابرك» أشهر الملوك الذين حكموا المملكة المروية لمدة 21 عاما «207-186» قبل الميلاد.
واضاف ان الحفريات بدأت منذ 2015 لتكشف ممر أسفل الهرم وثلاثة غرف جنائزية مطمورة على عمق 10 أمتار عثر بداخلها على هياكل بشرية وحيوانية وأدوات فخارية.
ووصف عبدالرحمن علي غرفة الدفن الثالثة بأنها صغيرة الحجم وسقفها على شكل قبو وتحتوي على مصطبة مقطوعة من الحجر تخصص لوضع التابوت ومزينة ومزخرفة برسوم ملونة كما ان الجدران مزينة ايضا برسوم ملونة تعكس الطقوس الجنائزية للملك ورحلة انتقاله من الدنيا الى الآخرة.
واوضح انه تم الاستناد الى منشورات العالم الامريكي جورج برايزر التي يرجع تاريخها الى العام 1923 والتي ركزت على ثلاثة اهرامات هي «الهرم التاسع» و «الهرم العاشر» و «الهرم رقم 503» مضيفا انه تم العثور على قطع اثرية في «الهرم التاسع» بعد اعادة فتحه تركها العالم الامريكي الا ان فريق العمل واجه صعوبات و تحديات اثناء عملية الحفر للوصول للممر المؤدي لغرف الدفن.
ويرى عبد الرحمن ان أهمية الكشف الأثري تنبع في إسهامه بمعرفة وتتبع سيرة ملوك «مملكة مروي» بدقة وحسم الفرضيات حول حكمهم كما انه يساعد على اقامة متحف في الموقع ذاته بجانب ورشة لاعمال الرسم الأثري والترميم.
وكان فريق من علماء الآثار السودانيين قد قام بإعادة فتح المقبرة وتم اخراج عظام بشرية ومشغولات فنية منها.
وأكدت بعثة التنقيب في تصريحات صحفية أن العظام البشرية التي عثر عليها في غرفة الدفن الثانية تعود إلى أكثر من شخص حيث سيجري خبراء مختصون فحوصات للحمض النووي «دي إن إيه» لتحديد العلاقة المحتملة بين هؤلاء الأشخاص.
واعلن الفريق انه سيقوم خلال الايام المقبلة بفتح غرفة الدفن الثالثة التي ما زالت تحتفظ بألوانها الأصلية وتحتوي على التابوت والمومياء.
من جانبه قال مدير عام السياحة في ولاية نهر النيل التي تضم البجراوية عبد الباقي عجيب في حديث مماثل ل «كونا» ان اعادة فتح «الهرم التاسع» والعثور على قطع اثرية من شأنه منح السودان بعدا سياحيا ضخما ويعزز من حضارته الضاربة في جذور التاريخ.
وكشف ان «الهرم التاسع» يعد اول هرم يتم فتحه امام الزوار وهو ما يتيح فرصة التعرف على طريقة الدفن والطقوس الجنائزية المتفردة في الحضارة المروية لاسيما بعد العثور على كامل محتويات الهرم.
واوضح عجيب ان افتتاح «الهرم التاسع» سيعمل على جذب المزيد من السياح من حول العالم ل «منطقة البجراوية» قائلا ان عدد السياح في العام الماضي قدر بحوالي 75 الف سائح اي بزيادة تبلغ نسبة 35 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه.
يذكر ان وزارة السياحة السودانية تخطط لجذب اكثر من خمسة ملايين سائح لزيارة المواقع التاريخية والمحميات الطبيعية في البلاد.
وتعد منطقة البحراوية من أهم المناطق الاثرية في أفريقيا باعتبارها اكبر تجمع للأهرامات في العالم حيث تضم 222 هرما من اصل اكثر من 300 هرم منتشرة في السودان وتعود لحضارات ما قبل الميلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى