القمة الخليجية الـ39 .. بين سندان المصالحة ومطرقة الإنسحاب المتوقع

تقرير : رباب عبيد

تنطلق غداً الأحد/ 9/12/2018  أعمال القمة الخليجية لمجلس التعاون الخليجي في الرياض ، وتناقش القمة الملفات المهمة علىجميع المستويات لدول مجلس التعاون في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والقانونية في الدول الاعضاء،وكذلك مستجدات الأوضاع الأمنية بالمنطقة ، وسط استمرار مقاطعة السعودية والامارات والبحرين لقطر منذ حزيران 2017. وقد أعلنت دولة قطر عن تلقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة، إلا أن الدعوة وحضور أمير الدوحة أوممثلين عنه مازالت رهان الشارع الخليجي ، وبذلك يصبح مجلس التعاون الخليجي بين سندان المصالحة الخليجية ومطرقة الموقف القطري من القمة وتثبيت دعائم المجلس  ؟

القمة الخليجية الـ38

شهدت الجلسة الاقتتاحية للقمة في 5/12/2017 إلقاء الكلمة السامية  لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس القمة الخليجية الـ38 ،  حيث أشار للأزمة الخليجية ودعا سموه لتشكيل لجنة تتولى تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي  ، ووضع آلية لفض النزاعات، تلاها كلمة الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني ثم الى جلسة مغلقة أعلنها سمو أمير البلاد لبحث أهم النقاط للمصالحة ثم غادرت الوفود إلى بلدانها .

تناولت القمة الـ38 ملف الوضع في اليمن، وأكد سموأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح آنذاك ،أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية هو الحل سياسي، ودعا سموه الحوثيين للامتثال لجهود هذا الحل.

مثّل دولة قطر في القمة الـ38  التي عقدت  في الكويت ، أمير قطر االشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، فيما مثلّسلطنة عمان فهد بن حمود نائب رئيس مجلس الوزراء العماني، ومثّل مملكة البحرين محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء البحريني، بينما مثلّ دولة الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، ومثّل المملكة العربية السعودية وزير خارجيتها عادل الجبير .

القمة الخليجية  الـ39

قبل ساعات من إنطلاق أعمال القمة الخليجية ، قال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني إن هناك عدة ملفات مهمة سيتم النظر فيها في مقدمتها الموضوع الإيراني، وتعزيز مسيرة العمل الخليجي، والتكامل الدفاعي، ومشروع السكك الحديدية بين دول المجلس، ومشروع العملة الموحدة.

تصريحات إعلامية  قطرية

كتبت صحيفة الشرق القطرية إن كل الدلائل تشير إلى أن تميم بن حمد لن يكون على رأس الوفد القطري في قمة الرياض غداً، وكلام كثير بأن قطر لن تحضر أصلاً وإن حضرت فسيكون حضورها برتوكولي لا أكثر ولا أقل.

وغرّد المغرد الشهير “بوغانم” القطري على تويتر  بحصوله على معلومات غير مؤكدة تفيد بأن قطر تنوي مقاطعة قمة مجلس التعاون المقبلة في الرياض بشكل تام، ردا على استمرار الحصار.

واضاف: “وصلتني معلومه نسبة تأكيدها 80% ان لا..أحد من دولة قطر سيحضر لقمة الرياض”، موضحا: “بمعنى لا..سمو الامير ولا..وزير الخارجيه ولا..وفد مخفض التمثيل السياسي”.

وفي خطوة سعودية جديدة رفرفت الأعلام القطرية جنباً إلى جنب مع أعلام دول مجلس التعاون الأخرى في الرياض الجمعة، قبيل القمة بيوم .

وعلى طريق المصالحة قبل يوم من بدء القمة، أطلقت الرياض أمس الجمعة، سراح المواطن القطري أحمد خالد مقبل بعد اعتقال دام قرابة عام كامل .

ويتراس الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة وفد بلاده في الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون.

كما اعلنت سلطنة عمان اليوم السبت ان نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد ال سعيد سيترأس الوفد العماني الرسمي في القمة الخليجية نيابة عن سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد وسيرافقه الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي ووزير التجارة والصناعة علي السنيدي ووزير الشؤون القانونية عبدالله السعيدي

وأعلنت وكالة الأنباء الكويتية، اليوم السبت ، أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد يترأس وفد دولة الكويت غداً في قمة الرياض.

القمة الخليجية والتحديات

وتستضيف المملكة العربية السعودية القمة الخليجية في ظل أوضاع وتطورات إقليمية ودولية غاية في التعقيد والصعوبة على الصعيد  الخليجي والعربي والدولي .

وتعقد القمة الحالية الثانية  بعد إعلان المقاطعة مع الدوحة، على الرغم من أن قمة الكويت الماضية التي حضرتها جميع دول المجلس بتمثيل متفاوت حاولت رأب الصدع ، إلا أنها لم تستطع معالجة هذا الخلاف  مع محاولتها التخفيف من وطأته وتأثيره على مسيرة المجلس، واشارت   الصحف  السعودية  أن  على ما  يبدو في الأفق ما يشير إلى أن القمة الحالية ستكون قادرة على إنجاز ما عجزت عنه قمة الكويت فيما يتعلق بهذا الخلاف، الأمر الذي يمكن القول عنه بأنه أهم تحدِ يواجه مسيرة مجلس التعاون حتى الآن .

وتشكل منظومة مجلس التعاون بالنسبة لمواطني دول المجلس دعائم ركيزة لـ”الكيان الخليجي “القادر على تلبية رغبات مواطني دول المجلس نحو المزيد من التقارب والتلاحم على مختلف المستوياتوالدفع بالنماء والأزدهار لدول المنطقة الخليجية .

ولا نستطيع  أن ننسى ان  هذه المنظومة الخليجية واجهت  تحديات عدة مع اقتراب العقد الرابع من عمر تأسيس المجلس وتشير آراء السياسيين إلى أن لابد من تشكيل لجنة لفض النزاعات الخليجية الخليجية على غرار منظومة الهيئات والمجالس الأممية الدولية ، وبرز ذلك حين الحديث عن الأتحاد الخليجي .

صوت الخليج

عبر موقع مجلة الخليج الكويتية قمنا بعدة استطلاعات رأي قبل اسابيع من القمة الخليجية خرجنا بها برأي الشارع الكويتي والخليجي والعربي .

جاء الاستطلاع بالآتي :

هل ستتمكن  القمة الخليجية القادمة في ديسمبر من حل الازمة  والمصالحة ؟

·       نعم : 51%

·       لا    : 48%

بعد دعوة الرياض إلى القمة الخليجية ..هل تقبل قطر الدعوة؟

·       نعم : 53%

·       لا : 48%

هل تنجح القمة الخليجية غداً بالمصالحة ؟

لاشك أن القمة الخليجية غدا َ.. ستحمل مفاجأت لتحدد مسار العمل الخليجي الخليجي المقبل من خلال منظومته التي سعى عبر 40 عاما ، بالعمل على توحيد الصف الخليجي وتوطيد عرى التاريخ المشترك تحت شعار ” خليجنا واحد وشعبنا واحد” صامداَ في وجه الأطماع والتحديات الداخلية والخارجية ، فهل تخرج القمة غداّ من بيت العرب” الرياض ، بقمة ” المصالحة الخليجية” أم تعيد دول مجلس التعاون الخليجي هيكلة المنظومة بعد فرض شروط من الأطراف المقاطعة مع الدوحة ؟ أم تعلنها الدوحة صراحة بالأنسحاب من المجلس بعد رفضها لشروط واملاءات من الدول الثلاثي الخليجي المقاطع ؟

تساؤلات ولا نريد أن  نستشرف المستقبل وفق  ما تكهنت به وكالة “بلومبرغ” الأمريكية    قبل ساعات قليلة على القمة الخليجية بحيث أن قرارالدوحة بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” جاء تمهيدا لخروجها من مجلس التعاون الخليجي ، وذلك في سعي إلى استقلالية أكبر وخروج من الهيمنة السعودية ، ” على حد قول الوكالة الأمريكية ” .

ليست هناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن الخلاف مع قطر سيكون على أجندة قادة دول المجلس خلال اجتماعهم غدا، ولكن الأقرب أنه لن يكون على هذه الأجندة. وربما يكون هذا الاجتماع هو الاخير لقادة مجلس التعاون بعد ورود شكوك حول مشاركة قطر في القمة المقررة غدا، بل ان الشكوك طالت بقاء الدوحة في المجلس نفسه.