أهم الأخبارالأسبوعية

رسوم مقابل دفن الوافدين في الكويت ! … بقلم عبد العزيز خريبط

مما لا شك فيه أن الوافدين الحلقة الأضعف في مجتمعاتنا العربية وتطبق عليهم القوانين بأدق تفاصيلها لأنهم لا يملكون من يدافع عنهم وعن حقوقهم المهضومة فهم الشماعة التي تعلق عليها الحكومات أخطاءها وهم البقرة الحلوب التي نلجأ إلى حلبها في أوقات الأزمات والترشيد ونسينا أنهم شركاء لنا في بناء أوطاننا فهم الأطباء والمعلمون والصيادلة والعمال فنحن نحتاج لهم أكثر من حاجتهم الينا في الحقيقة متى نتخلى عن ثقافة العنصرية المقيتة المنتشرة ضدهم؟ متى نتوقف عن ترهيبهم والتضييق عليهم في كل صغيرة وكبيرة؟ متى تتغير نظرتنا لهم؟ أليس هذا ترهيباً لهم وتضييقا عليهم أليس ما يفعله البعض ظلم اتجاههم؟
كل يوم تطالعنا الصحف بأخبار ترهبهم نفسيا وتؤرقهم ماديا ومقترحات تجعل العاقل يضحك فور قراءتها كتلك التي تقترح فرض رسوم على من يدفن من الوافدين في بلد كفيله ولم يبق الا أن يدفع مقابل الهواء الذي يتنفسه والحلم الذي يحلمه ونسينا أن الأرض أرض الله والمال مال الله؟
لماذا لا نعطي الوافدين جميعاً شهرا اجازة ولنرى هل نستطيع أن ندير بأنفسنا هذا المجتمع الذي يكبر فيه التعالي بشكل رهيب هل ستبدو شوارعنا نظيفة هل هناك سد مانع للشواغر والوظائف؟ هل ستصبح بلادنا أفضل حالاً مما هي عليه؟ الجواب عندكم وليس عندي.
اذا توفر منا العامل والصباغ والنجار والحداد وعامل النظافة والحلاق والطبيب الماهر والمهندس البارع حينئذ نلوح لهم بأيدينا ونقول لهم شكراً على الخدمة تصحبكم السلامة.
غير ذلك فهم شركاء لنا لهم مالنا وعليهم ما علينا وفق القانون كفانا عبثاً ووضعاً للأمور في غير موضعها اننا نرى منهم تفانياً واخلاصاً في أعمالهم لانراه في الكثير من أبناء الوطن فمن الشجاعة أن نعترف بأخطائنا ونواجهها دون أن نحمل الوافدين فوق طاقتهم فليس من المنصف أن نخطئ ونحمل غيرنا نتيجة أخطائنا ونرمي الاتهامات والقصور والتدني في المستوى ليلا ونهارا بسبب آخرين والعلة من أنفسنا.
والآن نتحدث عن التركيبة السكانية وكأنه مفهوم جديد هم الوحيدون سببه؟ أين كنا في السنوات الماضية؟
هل كنا نائمين نغط في سبات عميق واستيقظنا اليوم فجأة وفي كل بلاهة على تلك الكارثة وكأن الوافدين خرجوا صباح هذا اليوم خلسة من الأرض دون أن نراهم ودون أن نمنحهم تأشيرات واقامة؟
من العيب الحديث عن الإنسان المقيم بشكل رسمي في المركز الإنسان العالمي في هذه الطريقة التي تقلل من الكرامة ارحمونا من هذه الثقافة العنصرية ارحمونا من هذا الفكر الذي عفى عليه الزمن يرحمكم الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى