أهم الأخبارتقارير

شبكة صداقات الكويت في الخارج توسعت بشكل متسارع

شبكة صداقات الكويت في الخارج توسعت بشكل متسارع

استقرار نمو السياسات الكويتية منذ 58 عاماً

الأمير الوجه البارز والرمزي للكويت في المحافل الدولية على امتداد 56 عاماً

أمير الكويت أثر في أغلب المسار التاريخي للديبلوماسية الكويتية

أمير الكويت أكثر قادة العرب حرصاً على تمثيل الكويت شخصياً في المحافل العربية والدولية

زيادة عدد أصدقاء الكويت بفضل مواقفها الايجابية

توقعات بنمو عدد زوار الكويت أو العابرين لمطارها الى أكثر من 20 مليوناً

الكويت تستضيف تمثيليات ديبلوماسية لأكثر من نصف دول العالم على أرضها

الكويت، 24 أكتوبر 2019 (csrgulf): حلّت الكويت متصدرة المراتب الأولى لأكثر الدول العربية كسباً للصداقات مع دول العالم بفضل سياسات الديبلوماسية الإنسانية والانفتاح على التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. وحسب دراسة أعدها مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf) حول أكثر الدول العربية التي عززت علاقاتها وصداقتها الخارجية خلال العقد الماضي، تفردت تجربة الديبلوماسية الكويتية بالتميز في العالم العربي، حيث حافظت على مسار استقرار وازدهار تصاعدي منذ نحو 58 عاماً عن استقلال البلاد دون تسجيل أي اضطرابات كبرى ما عدى حقبة الغزو. وسرعان ما استعادت البلاد عقب تلك الحقبة مساراً متسارعاً لنمو سياساتها الخارجية المنفتحة وعززت علاقاتها وصداقاتها حول العالم التي امتدت الى أقطار صديقة جديدة للكويت.

وقد أثر أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أغلب المسار التاريخي للديبلوماسية الكويتية منذ استقلال البلاد. وبقدر ما حققت الديبلوماسية الكويتية شبكة واسعة من الصداقات في العالم بقدر ما جنبتها أي مؤشر لعدوات أو توترات تذكر خاصة في السنوات العشر الأخيرة.

وأعتبر أمير الكويت أكثر قادة العرب حرصاً على تمثيل الكويت شخصياً في أهم المحافل العربية والدولية. وبفضل سياسة التواصل والحوار عن قرب تعززت ثقة قادة العالم في قيادة الكويت السياسية وتقاربت وجهات النظر وزاد انسجام الرؤى.

وبوجودها بين مصاف أكثر الدول العربية التي تميزت سياساتها الخارجية بالاستقرار في العلاقات مع دول العالم، شهد مسار انفتاح الكويت على الخارج نمو مضطردا، اذ لم تقطع البلاد طيلة العقد الماضي أي علاقات ديبلوماسية مع أي دولة في العالم. كما فتحت قنوات ديبلوماسية جديدة مع أقطار أخرى في أقصى بقاع الأرض. وقد ساعدت مؤشرات كثيرة على انفتاح البلاد على صداقات العالم لعل أبرزها تعزز نموذج ثقافة السلم والعمل الإنساني بين مكونات المجتمع الكويتي بالإضافة الى خيارات دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي الداخلي.

وقد تمكنت الكويت من زيادة عدد أصدقائها حول العالم بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد خلال العقد الماضي. حيث مكّن مسار تعزيز الديبلوماسية الإنسانية مع مختلف الأقطار في القارات الخمس في ازدهار سمعة الكويت الدولية والتي باتت ترمز لبلد الإنسانية بعد تكريم منظمة الأمم المتحدة لأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بلقب أمير الإنسانية1، لقب لم يسبق لمنظمة أممية منحه لزعيم عربي وذلك اعترافا لجهود مساعي الكويت وأميرها في إحلال السلام ومد يد العون والغوث الى جل أقطار العالم.

وبالمقارنة مع الدول العربية، تمتلك الكويت من بين أكبر شبكات البعثات الديبلوماسية حول العالم. حيث تم إحصاء أكثر من 104 سفارة وبعثة ديبلوماسية للكويت حول العالم2. كما زاد عدد البعثات الديبلوماسية الأجنبية الرسمية التي تستضيفها الكويت من نحو 92 الى نحو أكثر من 102 دولة3 دون احتساب القنصليات الفخرية وبعثات المنظمات الدولية4. وبذلك تستضيف الكويت تمثيليات ديبلوماسية لأكثر من نصف دول العالم على أرضها. وبرز توجه البلاد لفتح سفارات وقنوات ديبلوماسية جديدة فعالة في القارة الامريكية اللاتينية والقارة الافريقية السمراء.

وبفضل مواقف الكويت الايجابية إزاء أهم القضايا العربية والدولية زاد عدد أصدقائها. وقد طبعت سياسات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الجزء الأكبر من مواقف الدولة الكويتية التاريخية إزاء القضايا العربية والدولية وذلك منذ انضمامها الى الأمم المتحدة. فمنذ توليه مهاماً مختلفة على رأسها الديبلوماسية منذ أوائل الستينات أدلى أمير الكويت بنفسه كرئيس للبعثة الديبلوماسية الكويتية بنحو نصف عدد بيانات وخطابات الكويت الى الشعوب والأمم أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة منذ انضمام البلاد رسمياً الى المنظمة في عام 19635. ومثّل الأمير الوجه البارز والرمزي للكويت في المحافل الدولية على امتداد 56 عاماً حيث يعتبر أقدم ديبلوماسي عربي يتمتع بعلاقات دولية واسعة. وساعدت ديبلوماسية الانفتاح والسلام والحوار والإنسانية التي يتبناها الأمير في زيادة عدد أصدقاء الكويت بشكل مضطرد خاصة أثناء فترة قيادته للبلاد.

وقد شهدت سياسات الكويت الخارجية ومواقفها تأييداً غير مسبوق في العشر سنوات الأخيرة ما أكسبها حظوة ميزتها عن دول أخرى. ولأجل ذلك فان أغلب مبادرات الكويت الإنسانية أو الهادفة للسلام حازت على اجماع دولي غير مسبوق خاصة فيما يتعلق بحل الازمة الإنسانية في سوريا واغاثة اللاجئين، ومبادرة حل الازمة اليمنية، مرورا بمبادرة إعمار العراق، وصولاً الى التوسط في حل الازمة الخليجية. وقد أولى أمير الكويت دائما الأولوية للحل الديبلوماسي والحوار6. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في زيارة رسمية للكويت، عن امتنانه لقيادة الكويت للعمل الإنساني وجهودها في تكريس مبدأ الحوار وتعزيز التفاهم الذي أظهرته في تعاطيها مع جميع النزاعات في المنطقة7 “.

ونالت الكويت احترام الجميع بفضل مبادراتها ما دفعها الى استثمار صداقاتها الدولية من أجل توظيفها في تعزيز الشراكات حول التنمية والاستثمار في ظل رؤيتها التنموية المستقبلية (الكويت 2035). وقد نالت الخطة اهتمام عدد كبير من المستثمرين من أشقاء وأصدقاء الكويت حول العالم. وستزيد استفادة الكويت مع استمرار تفعيل المسار التصاعدي لخيار الديبلوماسية الاقتصادية من أجل تحقيق المنفعة المشتركة مع الدول العربية وأقطار العالم والتي تعود بالمنفعة والازدهار على الشعب الكويتي.

وكانت الكويت من أوائل الدول العربية التي أطلقت مبادرة دعم التنمية في العالم العربي من خلال استضافة القمة الاقتصادية في 2009. وكانت السباقة أيضاً لإحياء العمل العربي المشترك الهادف لتنمية المشاريع والاستثمارات المشتركة التي تعود بالنفع على الشعوب. وهو ما عزز تبادل الزيارات بين الكويت وبقية دول العالم. ومن المتوقع أن يستمر نمو عدد زوار الكويت أو العابرين لمطارها الى أكثر من 20 مليوناً في الخمس سنوات المقبلة. اذ تجاوز عدد المسافرين عبر مطار الكويت الدولي خلال 2018 نحو 15 مليون مسافر بزيادة سنوية تبلغ نحو 10 في المئة8.

وقد كسبت الكويت احتراماً من الشعوب العربية خاصة لتمسكها بحل قضاياها التاريخية العادلة على رأسها القضية الفلسطينية وأزمة اللاجئين. ولأجل ذلك فعلت من خلال عضويتها في مجلس الامن مسارات دعم انشاء دولة فلسطين والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وبرزت الكويت كمركز إقليمي دولي للإغاثة والعمل الإنساني الدولي حيث توسعت نشاطات الجمعيات الخيرية والإنسانية بالكويت لتمتد مساعداتها الى أكثر من نصف شعوب العالم وخاصة الدول التي تشهد صراعات أو كوراث أو أزمات.

واعتبرت الكويت من الدول القليلة في العالم الملتزمة بالمساعدات خاصة لصالح الشعوب العربية المتضررة من الصراعات التي خلفتها احتجاجات الربيع العربي وأبرزها شعوب سوريا واليمن والعراق وفلسطين والسودان ودول المغرب العربي وغيرها.

كما برزت الكويت في مقدمة الدول في العالم الداعية لمكافحة حملات الكراهية والدعوة الى الوسطية والتسامح وحوار الحضارات. واحتضنت عشرات المؤتمرات الدولية الداعمة لهذه المبادئ.

التوازن والوسطية وأولوية الحوار معايير السياسات الكويتية التي أكسبتها صداقات

دعمت جهود الكويت في الوساطة تعزز تموقع البلاد التي تعمل بشكل وثيق مع القوى الدولية والمنظمات في العالم لحل الأزمات وتخفيف التوتر خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعد أكبر رقعة صراعات في العالم. صراعات شهدت مسارات تأزم تضررت منها بشكل رئيسي الشعوب الشرق الأوسطية.

وعلى صعيد متصل، حققت الكويت مؤشر التوازن في التعامل بين القوى المختلفة ولم تحقق سياساتها الخارجية أي تصادم أو تضارب في المصالح، وحافظت على الحياد وخيار الديبلوماسية والتعامل بشكل متسامح وفق ما تقتضيه خيارات البلاد العليا وهي النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الخارجية للدول.

وكانت الانتفاضات العربية وما سمي باحتجاجات الربيع العربي التي طالت رياحها أكثر من نصف الدول العربية أسهمت في توتير العلاقات بين الكثير من الأنظمة التي يشهد عدد كبير منها مسارات توتر في علاقاتها الخارجية بسبب تركة تغير السياسات والمصالح والرؤى، وهوما دفع الى زيادة جمود العمل العربي المشترك.

الا أن الكويت حسب الدراسة تعتبر في مقدمة دول قليلة نأت بنفسها عن الدخول في الصراعات البينية وحافظت على سياسة الوقوف على مسافة واحدة مع الأنظمة القديمة والجديدة في ظل شعار الانفتاح على الشعوب والتعامل مع الدول الشرعية دون التدخل في شؤونها. هذه السياسة مكنت الكويت من تحقيق مؤشر (صفر توتر) مع جل الدول العربية ما عدى بعض التوتر الطفيف مع النظام السوري لم يؤثر على استمرار العلاقات القنصلية.

وبفضل تعزز مسارات الانفتاح والتسامح التي تبنتها الديبلوماسية الكويتية حققت البلاد أكبر انجاز ديبلوماسي عربياً منذ انهيار جدار برلين تمثل في تجاوز ماضي الغزو العراقي وإعادة العلاقات بين الكويت والجار العراق، وهي علاقات آخذة في التحسن بشكل لافت بفضل رؤية السلام التي يتمسك بها أمير الكويت والتي من شأنها تجنيب أجيال المستقبل أي توتر خارجي.

وقد متنت الكويت صداقاتها مع القوى العظمى المختلفة كالصين وروسيا وجل دول الاتحاد الأوروبي. وبلغت سياسات الانفتاح الكويتي على العالم الى اقصى الدول في القارة الامريكية والأسترالية والأفريقية. اذ تعزز مسار الشراكة والانفتاح على دول افريقيا السمراء. حيث حققت صداقات جديدة مع دول أفريقية بفضل رغبة الانفتاح على أفريقيا. وتبحث الكويت أهم فرص التعاون مع أفريقيا وامكانيات توفير الدعم الإنساني لشعوب القارة، وكانت الخارجية الكويتية أعلنت تنظيم مؤتمر لدعم التعليم في الصومال وهو تمشي يجد أهمية بالغة في خيارات صناعة السياسية الكويتية الخارجية.

المصدر: مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى