أهم الأخبارعربي و دولي

شيخ الأزهر: لا يوجد تراث استمر 14 قرنًا كالحضارة الإسلامية

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن أى تراث بالنسبة للأمة هو الحافظ لهويتها فأمة بلا تراث كالتي بلا رأس، فمثلًا حضارة الفرس ذابت فى حضارة الإسلام وانتهى تراثها ولم يعد له وجود فى الشخصية والتصرف والسلوك عند الجماهير.

وأضاف شيخ الأزهر، فى لقائه ببرنامج “الإمام الطيب” على فضائية “سى بى سى”، أنه حين يضمحل التراث تنهار الأمم وتذوب فى حضارات أخرى، فلا يكون هناك تراث استمر 14 قرنًا من الزمان كما فى الحضارة الإسلامية وكذلك لا يكون نص مقدس استمر هذه الفترة بدون تبديل أو تحريف.

وأشار إلى أن الحضارة الغربية غير قائمة على تراث قديم ولكنها قامت على قطيعة التراث القديم وأدارت ظهرها له.

وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع على فضائية «صدى البلد»، إن الهجمة على التراث ليست حديثة وإنما بدأت فى بدايات القرن العشرين وهى قديمة حديثة فى نفس الوقت وستجدد فى المستقبل، وبعض من يشارك فيها حسن النية ولكن كثير منهم متعمد الهجوم

وأضاف، الإمام الأكبر، أن التراث واضح فى تعريفه اللغوي وهو ما يتركه الشخص لمن بعده سواء كان ماديا أو غير ذلك وأصل الكلمة “وراث” ثم قلبت الواو تاء فصارت “تراث”، ولم يرد هذا اللفظ فى القرآن إلا مرة واحدة فى قوله ” وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا”، والقرآن يعتبر تراث كما فى قوله “ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا” وأن المؤمين يؤمنون بأن القرآن سيظل تراث المسلمين الروحى والظهير المنيع من ذوبان هذه الأمة فى غيرها.

وأوضح، أن الحدثيين يقولون بان الواقع هو الأصل وأن كل ما يندرج تحت مسمى التراث يقبل النقد ومن ذلك النصوص المقدسة، ولذا فالقرآن بالمعنى الحديث ليس تراثا فهو لا يقبل النقد.

وقال شيخ الأزهر، إن حديث «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» صحيح وثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورواه أبوهريرة.

وأوضح «شيخ الأزهر» أن «مَنْ» الواردة في الحديث من ألفاظ العموم فتطلق على الفرد والجماعة، مشيرًا إلى أن المُجدد للدين قد يكون فردًا صالحًا وقد يكون جماعة.

وأكد الإمام الأكبر، أن الشخص الواحد الصالح قد يستطيع في القديم أن يجدد الدين نظرًا لأن الأمور الحياة كانت محدودة، أما الآن فلا يستطيع عالم واحد أو اثنين أو ثلاثة تجديد الدين فلا بد من مجامع فقهية كثرة المسائل والأمور المشتركة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمعاملات التجارية وغير ذلك.

وأرجع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قرار وقف تجديد الخطاب الديني من قبل العلماء القُدامى إلى أسباب سياسية.

وأوضح «شيخ الأزهر» خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع على فضائية «صدى البلد»، أن دعوة غلق باب تجديد الخطاب الديني بدأت مبكرًا مع الدولة الأموية، حين ظهر نوع من الاستبداد جعل العلماء وأباحثهم تنحصر على الجانب السياسي، وشيئا فشيئًا انحصرت على الجانب الاقتصادي، وأصبحت متعلقة بالجانب الفكري أو الجانب العبادي أو التشريعي.

وأشار إلى أنه في ظل حكم الدولة العباسية تجرأ على الفتوى من ليس من أهلها وتصدر لها غير المؤهلين، فكانت الفتاوى فيها أغراض وأهواء، فقرر العلماء رسميًا غلق باب الاجتهاد حتى لا يتقحهم على الفتوى من ليس أهلًا لها.

وألمح إلى أن قرار غلق تجديد الخطاب الديني في العصر العباسي كان مهمًا وضروريا من باب الورع والخوف على الدين، ولكن للأسف انها استمرت إلى عصر قريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى