أهم الأخبارالأسبوعية

قصة شركاء الظلام … بقلم د. يونان وليم

خلق الله (سبحانه وتعالى) لنا النور لنبصر الحقيقة كاملة وعقولا مستنيرة لفهمها وقلوبا نقية صافية كتلك التى للأطفال بضمير حى ساذج بسيط يمشى فى طريق النور مستندا على عكاز العلم والمعرفة لنفهم الحقيقة ونمزجها بوجداننا لتهدينا فى الطريق؛ فلم يكن الظلام فى قائمة المخلوقات سوى لهدف واحد وهو “راحة البشر” بعد شقاء يوم طويل من العمل ؛ ظلاما ينتج فقط عندما تعطى الأرض ظهرها (بإختيارها) للشمس (مصدر النور) فيختفى النور لوقت بسيط ويكسو السماء ظلام الراحة والاسترخاء ؛ وكان الانسان سعيدا بهذا القدر البسيط من الظلام لانه يخدم مصلحته ولا يخشاه لإيمانه بأنه يعيش فقط لساعات قليلة وسرعان ما ينقشع بعدما يفرد النور سطوته وأشعته المبددة للظلمة …
وعلى الرغم من انعدام الجمال وتفاصيله (ظاهريا) داخل أستار الظلام؛ رأى الشعراء والفنانون فيه لوحة جميلة فى سماء تتبعثر فيها النجوم المضيئة كعقود من اللؤلؤ تزين جسده المعتم ؛ والقمر الفائق الجمال مصدر إلهام العشاق وذوى الحس المرهف بنوره الخافت يعانقه فتحلو فيه الأسمار وأحاديث الغرام والهوى ؛ فالحب كرشفة العليل من الدوا ؛من حب قديم قد تألم فإنكوى.. يتأمل جمال الليل وسط نجومه…. كبذور زرع تريد حياة فوق الثرى….
فى غياهب الليل الدافئ الرزين…
ليال يكسوها سرب من العشق و الحنين ؛
_فأحب الإنسان الظلام كثيرا لكنه لم يقبل منه شيئين؛ أولهما تسمية السواد بالظلام فأسماه “ليلا ” والثانى “سطوته” وتعديه لحدوده الوقتية المسموح بها عندما تغطى السحب السوداء نهاره المنير كالغيوم التى تظل لساعات طويلة فتحجب النور؛ فقرر أن يقهره بصنع سلاح يحميه منه إذا ما تطاول عليه أو حاول انتهاك حريته فصنع النار للإستنارة بالمشاعل وبالشموع ثم بالمصابيح ..
فتدخلت السماء لمنع ذاك الصراع الوشيك واقترحت عليهما عقد إتفاق مكتوب حقنا للدماء (بين الإنسان والظلام) يضمن لكل منهما حقوقه كاملة فى التعايش والحرية دون مساس لا بحقوق إنسانية ولا بحرية ظلامية( شكلا أو موضوعا) ..ووافق الطرفان وقاما بقراءة بنود العقد ثم بالوافقة و بالتوقيع ؛ ولكن الويل كل الويل(تحدثت السماء) لأى طرف يحاول الإخلال بأى بند من بنود العقد والإتفاق؛ وانتهى الأمر وحل السلام المؤقت وما عاد الإنسان يلعن الظلام وما عاد الظلام يخيف بسواده الإنسان..
وتوالت الأجيال جيل بعد جيل ممن لا يقدسون لا إتفاق ولا عقود؛ فقط يقدسون قوة المال والقفز على السلطة كالقرود؛وحب المصالح والنزوات طوال سنين وعقود ؛ فأمتدت أيديهم بكل جرم قبيح فسرقوا ونهبوا وقتلوا (فى الظلام ) ولم يداووا لا مريضا ولا ضمدوا جرح الجريح؛ وإتهموا الظلام بأنه مصدر الشرور بينما هم أصل لكل تلك الأمور ؛ فهو برئ من أفعالهم وغير مسئول عن جرائمهم وعن مسروقاتهم التى خبأوها داخله_ أى الظلام_..
فغضب الظلام وقرر فى لحظة الإنتقام ..وفضح كل شرور الإنسان ؛ لعله يفيق ويتذكر بنود الإتفاق…فسرد كل رواياته الكاذبة التى ضلل بها العدالة …بشهادة السماء على سرد الحكاية …
سوف أطرح لكم شرور وفضائح الإنسان فأنا لعقود صابرا رافضا الكلام
لكن ..قد جاء الوقت للتوضيح والبيان…
_فذاك إنسان ظلم أخاه من أجل المال سرقه وجعله هو وأولاده فى احتياج ..فخبأ ما سرق داخلى… أنا الظلام
_وذاك متطرف قتل الأبرياء بإسم الدين بعد أن ساعده أصحاب الفتن فى أستارى… أنا الظلام
_وذاك مسئول متهاون ومقصر ؛ ضرب بيد حديدية الأبرياء وتهاون فى معاقبة المجرمين..وخبأ أدلة الحقيقة..داخلى …أنا الظلام
_وذاك ينشر من الجهل ما يحلو له ويغيب العقول عن العمل؛ ويعميها عن كل أنواع المعرفة…فأحرق الكتب…فيا …أنا الظلام

وكثيرين ….وكثيرين
(فأنا أحتفظ بداخلى آلاف المجلدات…
تحوى أسماء كثيرة … لمن يستحقون العقوبات )
فأنا السيد هنا وكل ما يصنعه الإنسان يزيد من سطوتى ..وحدى ما صبحت مسيطرا…لولا هؤلاء مصدر قوتى..
انا الظلام وما رضيت يوما أن اكون ظلام
منذ أن خلقت وأنا أريد العيش فى سلام
تعدوا عليا وأحرجونى بالفعل وبالكلام
ظلمونى وأشاروا إلى بأصابع الإتهام
فمن بعد أن كنت ضحية صرت أنا الملام
أنا لست بظلام بل هم قلوبهم ظلام
قتلوا الأبرياء بكل جرم وإثم عظام
فأنا الظلام بجانبهم صرت تلميذا فى مدارسهم ……فلا داعى للإبتسام
نعم صرت تلميذا أتعلم منهم التزييف والبهتان
تعلمت منهم الخوف والتخويف وما تعلمت يوما منهم …معنى الإحترام
لن أغفر لكم ما بى قد صنعتم
فقد قررت الثأر والإنتقام
أنا لست وحدى متهما فى جرائمكم…بل أنتم شركائى فى الظلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى