ورقة التوت في زمن الكورونا … بقلم منى السعدى

سقطت ،وأُسقطت ،وتساقطت ورقة التوت ، وأَظهرت كل المثالب ،والعيوب ، فانهالت الكروب من كل حدب وصوب ، وتكالبت الوحوش ، تنهش الأجساد والبلاد ، وتستنزف المراد ، والاقتصاد ، فتساقطت قمم ، وارتقت أمم ، وحلّت نِقم ، وهُدمت إرم .
كلّه وجلّه …. بفعل قزم وأي قزم ؟فيروس حير الأمم ، وأخضع الهمم ،وطأطأ الشمم ، ومرغ -عذرًا – العلم والقيم.
وفار التنور ، ومعه نهضت سفينة نوح من سباتها التليد ، معلنة الطوفان الجديد ؛ لتحمل على ظهرها أفواجًا من الشرق العتيد والغرب النقيض ، و ليكون الجميع سعيدًا سعيد ؛ توجب نبذ سياسة العبيد وعودة الميزان الرشيد .
عندها سيأتي الأمر الإلهي ، – ويا أرض ابلعي ماءك ووباءك وبلاءك .
وعلى الجودي سترسو السفينة وستزدهر الأرض من جديد وتعيد عهدها المجيد في بناء الإنسان العتيد وتشييد الحضارة ليكون بها الخلود .
وعندها لن تنسى البشرية درسها هذا على مر الزمان والعمر المديد .